admin مديرة منتدي
عدد الرسائل : 391 العمر : 30 العمل/الترفيه : ولا في الاحلام مزاج : رومنسيه فوق العاده اعلام الدول : المهنة : الهواية : لو اخبرك صديق بالتسجيل بالمنتدي نرجوا ان تضع اسمة : لو اخبرك صديق بالتسجيل بالمنتدي نرجوا ان تضع اسمة تاريخ التسجيل : 07/08/2008
| موضوع: الرجل والمرأة متساويان انما مختلفان الخميس سبتمبر 04, 2008 2:57 pm | |
| من شكك يوماً , ومنذ ملايين السنوات , في أن الرجال والنساء مختلفون ؟ فمنذ بدأ الرجل بالخروج من منزله للصيد , ليعود بقوت للعائلة , وبقيت المرأة في الكهف لتهتم بالنار وترعى الأطفال , توزعت الأدوار وترسخ الفرق بين الرجل والمرأة , فلم يتكبد أحد عناء الرفض أو الاعتراض ...أو حتى التأكيد .
ثم اندلعت الثورة النسائية , وجرفت كل المفاهيم في طريقها , حتى الأمور البديهية . ولكثرة ما كررنا أن الرجال والنساء متساوون , ظن البعض أنهم متشابهون . وفي النهاية , سلم الجميع بهذا التكافؤ والتساوي كحقيقة جديدة .
وهكذا , أضحى اعتبار المرأة والرجل متشابهين مبدأ صحيحاً من الناحية السياسية .أشيروا الى اختلاف أو فرق , وإن كان طفيفاً , فتوصفوا بالرجعيين أو بالمتحيزين جنسياً أو بأعداء المرأة . لا بل قد تطلق عليكم الأوصاف المذكورة كلها , حتى وإن كنتم من النساء .
وشكلت هذه الحقبة بداية الالتباس الكبير , التباس في الأدوار : فبعد تحطيم النموذج الذي اقتدى به الناس منذ فجر التاريخ , أي نموذج آخر يحل مكانه ؟وكيف نهتدي اليه ؟ ما هو الرجل ؟ ما هي المرأة ؟حسناً , أصبح من حق الرجل اليوم أن يبكي إذا أراد , لكن بما يفيدني ذلك , باستثناء أن عينيه تدمعان ؟ ويحق للمرأة أن تقود شاحنة , لكن الأمر لا يهمني أنا , فأنا لا اكاد أستطيع ركن سيارتي الصغيرة في الشارع حيث أقيم .
ويظهر الالتباس في المشاعر خصيصاً .فإذا كان الرجال والنساء متشابهين ,فلا بد أنهم يتوقعون الأمور نفسها من الحياة , والحب والزواج بالتحديد .إذاً , لم تغضب الزوجة عندما يحتاج زوجها للعزلة ؟ ولم يسخر الزوج من زوجته عندما تطلب منه أن يصرح لها عن حبه بالكلام ؟ ولم تثور ثائرة الزوجة عندما يؤكد لها الزوج أنه لم يسمع الطفل يبكي ليلاً ؟ ولم يرمقها بتلك النظرة وكأنها معتوهة لأنها لا تستطيع أن تحدد مكانها على الخارطة ؟ النتيجة : التباس وبلبلة .
لطالما لمنا الرجال والنساء لأنهم لا يتحاورون ونصحناهم " بالتواصل " .الآن نجدهم يتكلمون , إنما لا يتفاهمون , لا بل لا يسمع أحدهم الآخر ,ويتفاقم الوضع ليصل الى حد الخلاف في العمل , وفي المنزل .ويظهر الخلاف في العلاقة مع الزميل أو الصديق أو الابن أو الزوج . وهذا الأمر ليس مستغرباً : فنحن , في الواقع , نتكلم ونتحدث , إنما لا نتكلم اللغة نفسها .والأسوأ أننا لا نعرف ذلك .فلشدة ما اعتقدنا أننا متشابهون ,ظننا أننا نفكر بالطريقة نفسها . ولا يعنينا هنا برهنة أننا مختلفون جسدياً , فبالرغم من غسل الدماغ الذي تعرضنا له خلال السنوات الماضية , لازلنا نتمتع بحد أدنى من العقل السليم ونفاذ البصيرة .إنما نقصد إثبات الاختلاف النفسي استناداً الى تكوين أدمغتنا والهرمونات التي تفرزها أجسامنا .
وها هي النتيجة تظهر : الرجل والمرأة مختلفان , أحدهما ليس أفضل من الآخر أو أسوأ منه , إنما مختلف عنه . لكن تجدر الإشارة الى أنهما يتساويان في بعض الأمور . لا نشعر بأننا أحرزنا تقدماً كبيراً بقولنا هذا , إنما كان لا بد أن نقول سيئاً ! أن نتقبل فكرة الآخر المختلف , يعني أن نتقبل ألا يفكر هذا الآخر مثلنا , وألا يتوقع ما نتوقعه نحن . وبالتالي , ألا يستطيع أن يمنحنا ما ننتظره منه , لأنه لا يعرف إطلاقاً ما نريده لأننا لم نطلبه منه صراحة ,عندئذ ندرك أنه لايسيء الينا بسبب لا مبالاته , أو عدم خبرته أو طبعه السيء , بل لأنه يجهل مقدار أهمية هذا الأمر أو ذاك بالنسبة الينا نحن معشر النساء . .
وإذا ما تصرف أحياناً كرجل قادم من كوكب آخر , فلأنه قادم فعلاً من كوكب آخر وهو لا يقصد إحراجنا أمام أصدقائنا . فإذا ما دعوت سيدتي بعض الأشخاص على العشاء , وبعد أن أكلوا وشبعوا , راح أحد المدعوين يتجشأ بصوت عال , لا بد أن تغمر الحاضرين موجة من الاشمئزاز قد تصل الى حد النفور من قليل التهذيب هنا .وهذا الشعور طبيعي !.
لكن ,إن علمت أن هذا المدعو مغربي , وأن التجشؤ في بلاده علامة تهذيب ومجاملة وأدب , وأنها إشارة الى ربة المنزل لإعلامها بأنه أكل كفايته من الطعام اللذيذ الذي أعدته , فستسامحه على الفور .فبما أنه مختلف عنك , وبما أن هذه هي طبيعته , ومن حقه أن يكون كما هو , ستظهرين تفهماً وتسامحاً حياله , وستبتسمين له بلطف . فما رأيك في أن تظهري هذا التفهم والتسامح حيال من يشاركك حياتك اليومية ؟
إن الاعتراف بأن الآخر مختلف ,هو محاولة لفهمه , ولمسامحته , ولمحو الماضي ثم الانطلاق من جديد .عودوا الى نقطة الصفر ثم تمرنوا على مهامكم الجديدة ! حاولوا عدم التسرع في الحكم على الآخر, فتعتبرونه أحمق أو كسولاً أو رجعياً .تدربوا على فهم عقلية الآخر والنقاط التي يختلف فيها أحدكما عن الآخر .
ولعلكم ستحبون هذا التمرين وتقدرون فائدته الى حد تعجزون بعده عن الاقلاع عنه .وربما تتوصلون يوماً ما , الى حل الخلافات قبل اندلاعها ,وباختصار ,ستتعلمون تدريجياً التعايش مع الآخر بشكل أفضل , وهو أمر ممتع للغاية . فيا أيها الرجال والنساء , هلا حاولتم ذلك ؟ | |
|